jesus is my love
البلد: :
عدد المساهمات : 1470
العمر : 38
شفيعى : العدرا ام النور
| موضوع: دموع الرجل الخميس يونيو 24, 2010 4:53 pm | |
| دموع الرجل بينما يسمح المجتمع للمرأة أن تذرف دموعها على مرأى من الجميع، فإنه بذات القدر يستنكر ذلك على الرجل. فمنذ الصغر يواجه الفتى بصرخة: لا تبك أنت رجل! أو إمعانا في إحراجه وقلّة قيمته يُقال: لا تبك لست بنتا!. المهم أن الفتى المسكين يصمت لأنّه لا يريد أن يوصم بأنه (عيّوطة) ويحتقن بألمه وغيظه همّا إثر غمّ ويوما بعد يوم، فيكوّن قشرة سميكة حول عواطفه ويعيد النظر في ردود أفعاله الفطريّة ويكبر أسير الكبت العاطفي محصن تماما من المنبهات التي قد تثير دموعه مثل فقد إنسان عزيز أو حاجته للحب وشعوره بالوحدة أو أية مثيرات للدمع كرد فعل إنساني طبيعي. لا يعلم الفرد وهو يتشرب هذه الخلفية الثقافية بل ويسكبها في أذن وعقل غيره أنه يساهم في صنع العنف المجتمعي، فالمرأة القادرة على تنقية مشاعرها من الكبت والغيظ بالدموع تشعر بسلام داخلي أكثر من الرجل نتيجة التخفف من الهموم بالدمع والبوح. فالحقيقة والعيادات النفسية والمنطق، كلها تؤكد أن الرجل يسكب دموعه في أقاصي وحدته بعيدا عن أعين المتطفلين الذين سيتهمونه بالرّدة عن رجولته بينما هم ذاتهم يذرفون هشاشتهم العاطفية داخل أعماق غربتهم بنفس الكمية أو ربما أكثر. الخبر السّيئ أن هذا الاحتباس العاطفي يولد مع الزمن بالإضافة إلى ميل الرجل للعنف وغلظة الطبع مشكلات صحية هي الضغط وأمراض القلب وانسداد الشرايين.. ثمّ الجلطة!. أما الخبر الجيّد أن مقهىً في الصين افتتح أبوابه مؤخراً، المقهى أو الكوفي شوب الذي يدعى "مقهى الحزن"، يسمح لرواده من الرجال البكاء متى شاؤوا، بل ويقدم المقهى الفريد من نوعه عوامل محفّزة للدمع مثل الفلفل والشطة والبصل وبأضواء خافتة جدا تضفي خصوصيّة ولا تسمح لرجل (عيـّوطة) أن يراه وجه رجل بكـّاء آخر على الطاولة المقابلة، حتى إذا ما انتهت وجبة البكاء المالحة خرج الزبون تاركاً أحزانه فوق الطاولة وكأن شيئا لم يكن..! ماذا لو افترضنا، وهو افتراض غير منطقي، وجود مقهى بالكيفية ذاتها في أي بلد عربي؟ أتساءل أوّلاً أي مقهى هذا الذي سيتسع لحجم آلام رجل عربيّ احتبست دموعه وهو في المهد صبيا؟ أو أن أحدا سيؤمّه أصلا لتصبح فضيحته في المجتمع بجلاجل وجناجل. لذا، ما عليك يا سيدي، كلّما شعرت بسوء، سوى أن تشدّ متاعك إلى مقهى الحزن في الصين وتبكي ما شاء لك أن تبكي فوق رائحة البصل وحرّ الشطّة حتى تجف همومك.. كل ذلك مقابل ستة دولارات فقط للساعة البكائية الواحدة، فهل تفعل؟! | |
|